* "الكفر "بقلم الأستاذ يحيى احمد صالح سفيان*

عاجل

الفئة

shadow
بسم الله الرحمن الرحيم
١٨ شوّال ١٤٤٥ هجرية
٢٧ إبريل ٢٠٢٤م
كتب الأستاذ يحيى احمد صالح سفيان🖋
----------------
------------------
هنا لا أتكلم عن الفُسق أو الشرك ولا الإلحاد بل عن الكُفْر وبين ذلك والكفر مشاركة في بعض تفاصيل التعاريف والمفاهيم .
فالكُفْرُ كما يعرفه سادتنا العلماء : هو مُصطلح إسلامي بمعنى نقيض الإيمان بالله الواحد.
وتكذيب النبي في شيء مما جاء به ضرورةً.
وفي الدين هو صِفَة مَن جحدَ شيئًا مما افترضَ اللهُ الإيمان به بعد قيام الحجة وبلوغ الحق .
وهو أيضًا صِفة مَن عمِلَ عملًا جاء النَّصُ بأنَّه مُخرِجٌ لفاعله عن اسم الإيمان .
أعاذنا الله وإياكم مِنَ كل كُفْرٍ ومِنَ الشرك والفسوق والإلحاد ونسأله عز وجل العافية في الأنفُس والأبدان والدين ونسأله جل جلاله قبول توباتنا.
ومحو ذنوبنا وأن لا يقبضنا إليه إلَّا وهو راض عنّا بحق لا إله إلّا هو .
لقد اوردتُ في ختام مقال قبل هذا بعض صفات وسلوكيات بعض الذين مَنْ مِنْ خلالهم تنفذ الصهيونية العالمية.
ولوبياتها لتفسد في دول أُمتنا وشعوبها في مختلف مستوياتهما مِنَ الأفراد إلى ( الجماعات ) إلى الشعب والدولة ووطنّا وشعبنا من ذلك فقلتُ ( ......كَفَرَه ......).
وحتى لا ينزعج البعض من القرّاء بسبب فهم معين قد فهم به تلك السطور والأوصاف التي ختمت بها ذلك المقال فأَعَقِب هنا بهذا المقال بشيئ من التوضيح والبيان وبإيجاز :
البعض يظن أن الكفر هو إنكار الله فحسب.
وأن ليس هناك كفريات أُخرى ولهذا مُسْتَبْعَد مِنْ أن يكون هناك كُفّار بكفريات أُخرى في بيئة جميعهم يقولون بالشاهدتيْن ) .
والحقيقة أن الكُفْر عدة أنواع وقد ذكر سادتنا العلماء أربعة أنواع مٍنَ الكفر  : كفر الاستكبار والإباء مع التصديق والكفر بالنعم  
والثالث كفر الإعراض والرابع كفر الشرك ومنهم من قال وزاد بكفر النفاق وكفر البراءة وكفر التَرْك ( أي الترك لِمَا أمر الله به من المعاصي ) وفي كل هذه الانواع شروحاتهم والتأصيل مِنَ الكتاب والسُنة .
قلتُ :
 فهناك كُفْر عَقَدي ( وهو المفهود على ظاهره وإجمالة عند غالبية أبناء الأُمة ولا يعون تفاصيله وينزعج البعض مِنْ مجرد النطق به كتوصيف لموقف او سلوك معين ل ( س أو ص ) من أبناء المجتمع المسلم كونه يعني عند الغالبية في حدود فهمهم .
أنه الكُفْر بالله أي إنكاره وهذا النوع من الكُفْر يخاف أن يصرح به وهو وسط بيئته الإسلامية المحافظة كل من يسقط في مستنقعه .
لذلك نجد الساقطين فيه يفرون إلى بلدان الكُفْر والإلحاد حيث يأمنون العقاب الدنيوي وحيث يحضون بالدعم والإحتضان والمغريات ويُقَدّم لهم التشجيع.
وكل الإمكانيات لنشر كفرهم  كما هو منذ زمن متأخر وفي وقتنا الحاضر حرباً منهم على دين الله وإفساد للعباد مستغلين أحدث الوسائل ) .
وهناك من يؤمن بالله ويكفر بالشريعة أو ببعضها وقد ورد بيان هذا وحكمه  في كتاب الله العزيز.
وهناك كُفْر ببعض أركان الإسلام .
قلتُ بل وهناك كُفْر بفقه الضرورات وهو مِنَ العبادات والواجبات وهناك من يؤمن بفقه العبادات ويَكْفُر بالفقه السياسي .
وهناك كُفْر بالنِعَم  التي أنْعَم ويَنْعِم بها صاحب الجود ومصدر كل جود مولى النعم جل جلاله والنِعَم معلوم أنها نِعَم ظاهرة وباطنة وجميعها لا تحصى وقد يكون الكُفْر بها إجمالاً أو ببعضها أو بنعمة من النٍعَم .
قلتُ :  والإنكار والجحود بأي خُلُق من الأخلاق السامية والفضيلة فذلك أيضاً كُفْر والإنكار والجحود بجملة من الأخلاق السامية والفضيلة أو بجميعها هو كفريات ( بعدد الأخلاق ) .
وعلى سبيل المثال مَنْ يَكْفُر بالعدل كقول البعض ظلماً وعدواناً ومنهجاً ( ما يستاهل الإنصاف أو الخير أو الأمن أو الحق  فلان أو الجماعة الفلانية أو الشعب الفلاني هم حق ( صميل والصميل هنا كناية عن شرعنة ممارسة الظلم والجور  ) مستبيحهم بانواع الظلم أو راض بإستباحتهم مقرراً بقوله ذاك إنكار خُلُق وفضيلة العدل كقيمة أخلاقية .
ومبدأ سامي أوجب الله على الثقلين بمختلف مستوياتهما  تمثله في الحياة قولاً وسلوكاً لتستقيم حياة الناس والجحود بذلك كنعمة وإنكاره وجحوده كمنهج رباني وإتخاذ الظلم خُلُقاً
ومسلكاً بين الناس وعليهم أو رضا البعض بظلم مَنْ سواهم بمنهجية وإصرار فقد كَفَروا بِخُلُق وفضيلة العدل ) .
والله لا يحب الظالمين والظالمين المصرين على أي ظلم من أنواع الظلم ملعونين بالنص الصريح في كتاب الله العزيز وأيضاً كمن يَكْفُر بِخُلُق الصدق أو الرحمة أو الوفاء أو التوبة  أو أو  إنكاراً وجحوداً بهم كأخلاق وفضائل واجب إقامتهم في النفوس وإحيائهم والتعامل بهم على واقع الحياة حتى مع الأعداء  لتستقيم بالأخلاق حياة الناس بمختلف مستوياتهم الإنسانية ،
وبمختلف معتقداتهم واعراقهم وألوانهم كما يرضي الله عز وجل وإستبدال ذلك بأضدادها على أن يكون إنكار المُنْكِر وجحوده بقصد نهج  الأضداد في واقع الحياة تجاه كل محيطه أو بعض محيطه ظلماً وعدواناً وإستكباراً كقول البعض...... ( يستاهل أو يستاهلوا أي ممارسة الظلم على مَنْ سواه أو سواهم  ،
أو الرضى به على الآخرين بأي دافع من الدوافع كأن يعلل بكذا وكذا وكذا ظلماً وكذباً وزوراً وبهتاناً كتصنيف  طائفي أو مناطقي أو عرقي أو ديني فحسب  ،
أو بأي دافع من هوى نفس أو مِنْ داء مِنْ أدوائها .
وكالذي يقول كنهج في الحياة بين أخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب ،
وكالقول إذا دخلت بين العوران إعور عينك مثلهم وكالذي يملك وله القدرة على البذل،
لكنه يتنصل عن البذل الواجب والنفل ،
ويقول ولِمَا اعطي فلان  فليعطيه الله وكالتنصل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كان من الظلم والجور والإستبداد فلا يحركهم ذلك أبدا فيشكلوا بمواقفهم ونهجهم إضافة سيئة على الواقع السيئ ،
فيزيدوه سوئاً وشرعنة للبقاء بالمساوئ والشرور ومثل هذا ورد بيانه وأحكامه في كتاب الله العزيز.
 وفي سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم  فإذاً من الكفر الكُفْر بالأخلاق وقد ورد ذكره في كتاب الله العزيز،
بأنه إرتداد عن الدين فمن الإرتداد عن الدين الإرتداد الأخلاقي كما في قوله تعالى  ( ياأيها الذين آمنوا مَنْ يرتد منكم عن دينه .
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون
 لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ( المائدة 54 ).
ولنلاحظ كيف أن الموقف الذي تحمله الآية لا يرضي الله جل جلاله عند تحققه من المؤمنون في أي زمان ومكان .
فهو موقف لا أخلاقي مع الله ومع خلقه إذ مَنْ يكونون مِنَ المؤمنين أعزة على إخوانهم المؤمنين أذلة على الكافرين.
فقد أرتدوا عن الدين أي كفروا مع أنه إرتداد أخلاقي والقوم الذين هم البديل عن المرتدين هم قوم تربطهم بالله عز وجل .
رابطة الحب ( يحبهم ويحبونه  ) والحب خُلُق من الأخلاق السامية والفضيلة .... 
 كما أن أول كُفْر بعد أن خلق الله جل جلاله  آدم عليه السلام هو كُفْر إبليس اللعين وقد كان كُفْر أخلاقي فقد كَفَرَ بالتواضع والطاعة .
والإذعان لله جل جلاله وعاند وأصرَّ واغترَّ وتعصّب لجنسه مستكبراً حينما أمر الله جل جلاله الملائكة عليهم السلام بالسجود  لآدم صلوات الله عليه وإبليس بينهم فسجدوا إلَّا إبليس أبى وأستكبر  وكان من الكافرين ........
وللنهوض ولمكافحة الكثير من عوامل إنحطاط غالبية أبناء أمتنا الإسلامية وأنظمتها الحاكمة 
لقد نشرت في اكثر من منصة إليكترونية جملة من المقالات خصصتُ الكلام فيها للأخلاق كعلم عظيم الشأن بل ( أعظم شأن ) وهنا أعيد التذكير بذلك .
 وكيف لا يكون لا يكون كذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( إنما بُعثت لأُتمم مكارم الاخلاق  ) .
وقال صلى الله عليه وسلم  وعلى آله ( إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني يوم القيامة أحسنكم أخلاقا ).
كما نجد خطورة وعظمة النتائج والعواقب  والمآلات  الطيبة للمتمسكين بتلك الأخلاق والمتمثلين لها باطناً وظاهرا قولاً وعملا من الناس بمختلف مستوياتهم .
وكل الوجود في تلك الأخبار  القرآنية والروايات الشريفة  في ما تحملة آيات كتاب الله العزيز  والسُنة المطهرة  التي وردت فيها الأخلاق السامية والفضيلة ونجد أيضاً خطورة وسوئ العواقب من نكوص وفشل وشر وفساد ،
ودمار  تحملها آيات الإنذار  إلى العباد ومن لا يتمسكون بذلك خاصة .
ِوقلت بعد أن اشرت في كتاباتي إلى ما  جرى من محاربة للأخلاق من وقت مبكر  من التاريخ الإسلامي مع كثرة النصوص الواضحات الصريحات من الكتاب والسُنة الواردة بشان الأخلاق  وكيف أن مع ( الأهمية والضرورة ) لعلم الأخلاق إلَّا أننا لا نجد  وحتى وقتنا مادة علم الأخلاق في التعليم الأساسي،
وحتى الثانوية ( ومقترحي على حهات الإختصاص والقياظة السياسة أنه  فلابد من مادة ضمن مواد منهج كل هذه النراحل في التعليم الاساسي  ) .
ولا نجد مادة علم الاخلاق ضمن مواد كل كلية من كليات الجامعات وفي كل تخصص،
ولا نجد كلِّية الاخلاق في جامعاتنا ولا تخصص  في علم الاخلاق في اكاديمياتنا المدنية والعسكرية.
 ومقترحي على جهات الإختصاص والقيادة السياسية ،
أنه لابد  من مادة ضمن مقرر  التعليم الجامعي والأكاديمي .
وانه لابد من كلِّيّة مختصة بعلم الأخلاق ضمن الكليّات الإختصاصية بجامعة صنعاء وفروعها في كل المحافظات .
وكذا المديريات التي تتوفر فيها دواعي إنشاء كلية علم الاخلاق.
 وبالتالي مخرجات في علم الاخلاق لكل مراحل التعليم الاساسي والجامعي والعالي .
وقبل هذا وذاك لابد من تشكيل لجنة من كبار العلماء والمختصين، لاعداد مادة الاخلاق لكل مراخل التعليم ولإعداد منهج كلية علم الاخلاق الجامعية والأكاديمية .
وحتى في المدارس والمعاهد والكليات والاكاديميات العسكرية ) .
لقد مضت القرون وهذا العلم مٌهْمَل والامة غافلة عنه ولا نجد اهمية لهذا العلم  العظيم.
واهتمام الّا في الحوزات العلمية واربطة العلم وحلقاته في المساجد والزوايا،
ودون ان يتخرج من هذا الأماكن الشريفة المخرجات الكافية والمتخصصة بعلم الاخلاق .
ولكم كان امير الشعر أحمد شوقي ناظراً ببصيرة نافذة عميقة إلى أهمية هذا الأخلاق .
حتى قال وبإيجاز بديع بليغ بيتاً شعرياً به كفّى ولفت الإنتباه فقال : 
إنما الأٌمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم أخلاقهم ذهبت ذهبوا 
ولو  نتساءل لماذا حُورب علم الأخلاق وأُهمِل ؟
 وإلى ماذا أدى جهل الناس.

بذلك من الناحية العلمية والسيادة على السلوك ومختلف العلاقات الوجودية لأكتشفنا الحقائق العلمية الباهرة والمدهشة.
ولفسرنا الكثير من أحداث التاريخ  السياسي والإجتماعي .
ولحصلنا على اصدق النظريات العلمية في علم السياسة والإجتماع والنفس .
ولقدمنا أُطُر  وحقايق ودقايق فكرية  وفلسفية وعرفانية وووو صالحة لكل البشرية .....
..........

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة